الثلاثاء، 24 يوليو 2018

وشوشات وسادة '' الجزء الثاني ''

                               وشوشات_وسادة
                               (الجزء_الثاني 2)


                            بقلم : مارسيل

حسنا لا بد أن أخاك منزعج الآن فانا سرقت منه سريره
.... لن تسرقه فأنت لن تنام في سريره بل ستشاركني سريري ولن اسمح بغير ذلك
.... لا تكن واثقا فانا سأنام في سرير وأنت في الآخر..
.... ولما حبيبي ألست مشتاقا لي؟
.... حسنا ولكنه نوع من الاختبار سننام كل واحد بسرير وكل منا ينتظر الآخر وسنرى أي منا سيأتي للأخر أولا
.... حسنا ولكنني اعرف نتيجة الاختبار مسبقا..
.... حسنا لنجرب إذا
لم تمض دقيقة واحدة حتى نهضت واستلقيت بجانبه...
.... اوو بهذه السرعة ؟
.... قلت لك أنني اعرف نتيجة الاختبار فانا لا أقوى على بعدك دقيقة واحدة ألا تعلم بأنني احبك بجنون لا بد أنني احبك أكثر مما تحبني
.... هل أنت واثق من انك تحبني أكثر مما احبك ؟
.... لا اعرف ولكنني اثبت لك الآن أنني لا أقوى على بعدك فنهضت أولا وجئت إليك
.... حسنا ربما نهضت وسرت إلي خطوتان لا أكثر ولكنني جئت إليك من مكان بعيد ألا ترى أنني أتفوق عليك ؟
.... نعم حبي ولا تعرف كم أنا سعيد بما فعلت لأجلي أنا الآن واثق جدا بأنك تحبني بجنون ولكنني بت خائفا أكثر من أن أخسرك ذات يوم
لا ادري كيف بدأت دموعي تنزل بغزارة وأنا أضمه إلي بقوة...
....هااى لا تبكي لما هذه الدموع ؟
....لا ادري ولكنني اشعر بخوف كبير.
مسح دموعي وعاد ليضمني من جديد وقال
.... لما أنت دائم التفكير بهذه الأمور لما لا تسعد معي فقط واترك أي شيء آخر قد ينزع فرحتنا
نظرت إليه لأجده متجهم الوجه وقد اختلف لون وجهه.
.... حسنا لا تنزعج مني لن اردد هذا القول مرة أخرى أريد أن أسعدك الليلة
ووضعت يدي بين فخذيه إشارة مني لبدأ وقتنا الحميم
لكنه نزع يدي بهدوء..
.... لما تظن أنني اسعد معك فقط بهذه الطريقة يكفيني انك تنام بجانبي وان أضمك طوال الليل ولا أريد غير ذلك ولكنني أتضايق عندما أراك تبكي وتفكر بهذه الطريقة
يا الهي لكنك تدفعني للبكاء كلما أظهرت لي حبك الرائع وعواطفك ومشاعرك الجميلة هذا ما قلته لنفسي وأنا أضمه إلي وغفونا وكل منا يحضن الآخر
...أمي أريد أن أخبرك بشيء..
.... حسنا ما بك؟
....أريد أن أعود مع رامي..
....ولم ستعود لم يمض من إجازتك إلا ثلاثة أيام..
.... حسنا أمي لكنك لم تتركي لي المجال لأوضح لك أنا يجب أن اذهب لأنني سأعمل هناك فانا طلبت من رامي أن يبحث لي عن عمل حتى أساعدكم بالمصاريف
.... ولكننا لم نطلب المساعدة فالخير كثير ولست بحاجة للعمل..
.... أمي أنا أريد أن اعتمد على نفسي أرجوك أن توافقي وأنا اعلم جيدا انك تؤثرين بوالدي ولن يعترض إذا لم تعترضي أنت
.... أظن أن هناك أمرا آخرا غير العمل و إلا لما أتى رامي إلى هنا لاصطحابك ألا يستطيع الاتصال بك..
.... حسنا هو أراد زيارة مدينتنا والتعرف على عائلتي واصطحابي معه للعمل هذا كل شيء
لكنني لاحظت أمرا غريبا كانت نظراتكم غريبة وكأن أمرا ما تخفيانه عنا
تلعثمت وارتبكت وبصعوبة جمعت كلماتي..
.... أمي ما بك ؟ بم تفكرين ؟ ...
كنت خائفا جدا هل من الممكن إن أمي استطاعت تفسير نظراتنا. هل شكت بأمر علاقتنا ؟؟؟
.... لا ادري هذا ما شعرت به ربما أوقعت نفسك بديون أو مشاكل أنت ورامي هذا
....لا لا مشاكل اطمئني المسألة هي أنني ارغب بالاعتماد على نفسي وأنا أحببت المكان حيث اسكن وأصبح لي أصدقاء كثر هناك وأحب أن ألقاهم بأسرع وقت
حصلت على الموافقة وغادرت مع رامي والسعادة تغمرني
دخلت إلى غرفتي في السكن ووقف هو واضعا كلتا كفتيه على حافتي الباب ونظر إلي مبتسما
تبسمت له وسألته بإنكار .... ما بك تقف هكذا وتنظر إلي بهذه الطريقة ؟
..... أتعرف أننا الآن وحدنا في هذا السكن ؟
.... اجل اعرف واعرف بماذا تفكر الآن ولما أنت سعيد هكذا
دخل وأغلق الباب خلفه وتقدم نحوي بسرعة ثم ضمني إليه بقوة ورفعني عن الأرض
.... اسمع لا يمكنني المغادرة قبل أن احصل على ما أريد فانا كنت انتظر هذه اللحظة التي نكون فيها وحدنا وبهذه الحرية المطلقة لفعل أي شيء
.... يبدو انك جننت
..... حسنا أنا متأكد انك ستحب جنوني كثيرا
كعادتي لا يمكنني مقاومة هذا الرجل الفاتن أو صده فانا أحبه بجنون وبالتأكيد كان هذا من أجمل الأوقات التي جمعتني به لقد كانت الثلاثة أيام التي افترقنا فيها كافية لتشعل فينا شوقا يعتري قلوبنا وأجسادنا ولا يمكن كبحه .. أمضينا أكثر من ثلاث ساعات سويا قبل أن يغادر عائدا إلى منزله
مرت ثلاثة عشر يوما على قدومي إلى هنا وبدأت العمل والتقيت يوميا برامي وقضينا أوقاتا طويلة معا ونام عندي أكثر الأيام ولم أُعلِم أحدا من أصدقائي بقدومي وخصوصا رضا
كنت عائدا من العمل وقررت شراء بعض الأغراض من السوق وفي أثناء تجوالي بالسوق التقيت رضا صدفة وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة له أما أنا فشعرت بالارتباك والقلق ولكنني حاولت ألا اظهر شيئا من هذا وتصرفت بطريقة عادية جدا
فبادرني بالسؤال قبل السلام ...ماذا تفعل هنا الم تعد لمنزلك ؟
.... حسنا ذهبت لزيارة أهلي ولكنني عدت أمس لأنني سأعمل هنا في الإجازة
.... ولكنك لم تخبرني بقدومك
.... حسنا لقد وصلت بالأمس في وقت متأخر وكنت انوي الاتصال بك اليوم
دعاني للجلوس في إحدى الاستراحات وبدأ ينهال علي بالأسئلة وكأنه يشك بأمر ما
.... الم أسألك من قبل أن كنت تعمل أو بحاجة للعمل ونفيت ذلك فما بالك الآن تعمل في الإجازة ؟
.... حسنا فكرت باستغلال إجازتي حتى لا اشعر بالملل واعتمد على نفسي
.... ولما لم تعمل في مدينتك لما اخترت العمل هنا بعيدا عن اهلك الم تشتاق لهم وتستطيع التوفير بالمصاريف كونك تأكل وتشرب معهم
.... أنا أحببت هذه المدينة وأريد أن أبقى هنا ثم إنني تعودت العيش وحدي
.... الم تتصل بأحد من هنا ولم تر أي احد؟
.... لا أنت أول من أراه منذ قدومي
.... لكنني اشعر انك تكذب علي ربما التقيت أحدا ما ولا تريد إخباري
.... رضا ما بك تسألني بطريقة غريبة أسئلة كثيرة وتشك بإجاباتي هل هناك ما يزعجك بقدومي؟
.... لا أبدا ولكن أريد الاطمئنان عليك فقط
لا ادري ما الذي يفكر به رضا ولما هذه الطريقة بطرح الأسئلة والحديث الجاف نوعا ما
أخبرت رامي بما حدث بيننا ولكنه ظل صامتا ولم يعلق إلا بجملة مختصرة..
.... لا تشغل بالك برضا ولا تهتم لأمره
مر يومان بعد لقاءي برضا كنت أنا ورامي عائدان إلى مكان سكني بعد قضاء وقت جميل في الخارج، ودعني رامي وغادر وبعد دقائق قليلة طرق الباب وعندما فتحته كان رضا يقف بوجهه العابس وشعرت أن أمرا ما قد يحدث
... أهلا رضا تفضل
.... لقد أتيت قبل ربع ساعة ولم تكن موجود
.... نعم كنت اشتري بعض الأغراض
.... ظننتك خرجت للقاء بعض الأصحاب
.... لا الحقيقة إنني لا أرى احد فالعمل يأخذ كل وقتي
.... إذا لم تكن مع رامي ؟
رامي !! لا.. اجل التقيته في الشارع وأوصلني إلى هنا
.... اسمع ربما تظنني غبيا لكنني أريد أن أخبرك أمرا أنت كاذب انك تلتقي برامي يوميا والأيام التي يغيب فيها رامي عن البيت يقضيها عندك هنا وهو من ذهب وأحضرك من مدينتك إلى هنا وهو من تدبر لك العمل وهذه ليست المرة الأولى التي تكذب فيها أتذكر عندما سألتك في الجامعة إن كنت تلتقي برامي وانكرت رغم أنني رأيته أكثر من مرة داخلا أو خارجا من هنا
أريد أن أسألك الآن سؤالا واحدا واجب بصدق إن كنت تستطيع ذلك
لما أخفيت عني كل هذا ولما تنكر رؤيتك لرامي ؟
لم اعرف بماذا أجيب ولكنني بحثت عن أي حجة وقلت
.... لأنكم غاضبون منه ولا أريد أن يحدث بيننا مشاكل لأنني استقبله في بيتي
.... أنت تكذب من جديد ولا ادري إن كان ما أفكر به صحيحا ولكنه يثير اشمئزازي بالتأكيد فكل ما رأيته حتى الآن لا يمكن تفسيره إلا بهذه الطريقة أظن أن هناك أمر مقزز يحدث بينكما
.... اسمع رضا لما لا تصدقني دعني اشرح لك الأمر أكثر
.... لا أريد سماع شيء أريدك أن تخرج من حياتنا لا أريد أن أراك في منزلنا ولا أريدك أن تقترب من رامي والأفضل أن تعود إلى مدينتك حيث اهلك و إلا أخبرتهم بما يحصل هنا
.... رضا إلام تلمح أرجوك أن تسمعني بالتأكيد أنت مخطئ، أنت صديقي المقرب
.... لا تقل صديقك لم يعد بيننا أي صداقة اذهب من هنا ولا ترجع أبدا
خرج رضا وأنا تملأ وجهي علامات الدهشة والصدمة وقلبي مليء بالجروح وبكيت كثيرا وأنا أحاول الاتصال برامي
.... أرجوك رامي تعال بسرعة
.... ما بك ماذا حدث؟
.... تعال وستعرف كل شيء
كان رامي هادي جدا ولم ينطق بكلمة وأنا اخبره بما حدث وماذا قال رضا وكيف هددني بإخبار أهلي بشكوكه وكيف سيؤكدها لهم ولم يدع لي مجالا للنفي أو التوضيح
نهض من مكانه وبكل ثقة قال
.... إياك أن تغادر وأنا سأتصرف مع رضا لا تقلق
لا ادري ما الذي حدث بينهم ولم يطلعني على التفاصيل ولكنه أكد لي أن الأمور بخير ولا حاجة للقلق
انتهت إجازتي وانتهت صداقتي برضا إلى الأبد
حاولت أن أتحدث معه في الجامعة ولكنه رفض في كل مرة ولم يرد الاستماع لي ولم تقف الأمور عند هذا الحد بل إن أصدقاءنا المشتركون بدأوا بالابتعاد عني والوقوف بصف رضا ولا اعرف السبب ربما اخبرهم بشكوكه واني غير سوي وبالتأكيد دون ذِكر لأخيه
هذا ما أحسست به بسبب طريقة تعاملهم معي ونظرات الازدراء في عيونهم
مع كل هذه الضغوط والمواقف الصعبة التي مررت بها وصداقاتي التي خسرتها إلا أنني كنت سعيدا بوجود حبيبي إلى جانبي فهو لم يتخلى عني أبدا وظل يسعدني طيلة الوقت
وكنت اعتزل العالم لأكون بين أحضانه وارى في عيونه كل ما احتاج له في هذه الحياة
لكن مشكلتي مع رضا لم تنتهي
رغم أن وسادتي كانت تحذرني دائما منه وتقول ربما نفذ رضا تهديده إلا أنني كنت أقنعها بان رامي حل المشكلة وانتهى الأمر
كنت في ذلك اليوم اشعر بالقلق والضيق منذ الصباح أنهيت ساعات الدوام وعدت إلى سكني ولا ادري لما أنا مضطرب وقلق إلى هذا الحد ولكن قلبي كان ينبئني بأمر ما
وعرفت ما هو عندما فتحت الباب لأجد أبي واقفا وعلامات وجهه لا تستكين
لا ادري كيف بدأ والدي حديثه ولكنه كان غاضبا جدا كارها لي وبدأ يسألني إن كان حقا ما سمعه من ذلك الشاب الذي اتصل به وعندما أنكرت ما سمعه
قال بأن علي إثبات ذلك بعمل فحص طبي ولكنني رفضت ذلك بشدة ورغم أنني بررت رفضي بأنه بسبب الخجل وبأنني اشعر بالإهانة إلا أن أبي زاده ذلك شكا
لكنني لم استطع البقاء صامتا مكتوف اليدين عندما قال بأنه سيجبرني على عمل الفحص و إلا أعادني معه إلى البيت لأنه لن يكمل لي دراستي بالجامعة
كان خوفي الأكبر هو أن اخسر حبي الوحيد وان ابتعد عنه إلى الأبد و خفت كثيرا مما قد ألقاه في منزل والدي من احتقار وسوء معاملة وربما ضرب أو أي عقاب قد أتلقاه
وخفت كثيرا أن اخسر جامعتي ودراستي التي كنت متفوقا فيها
لا ادري كيف تحديت والدي ورفضت العودة معه وبعد جدال طويل تلقيت منه صفعات قوية لم استطع إلا قبولها بصمت ولكنني أصريت على عدم إجراء الفحص أو مرافقته وأقنعته إلى حد ما بأن ما سمعه مجرد إشاعة من شخص يكرهني ويغار مني لأنني متفوق أكثر منه وبدأت أذكر أبي بمن أكون وكيف أنني تلقيت أفضل تربية على يديه واني ملتزم بديني وكيف أنني عشت كل هذه السنين ولدا مهذبا والكل يشهد لي على ذلك بدأ والدي يهدأ ويقتنع بما أقول وصدق أنها ربما إشاعة من شخص حقود ، رغم هذا إلا أني شعرت بالضيق والحزن الشديد بعد مغادرة والدي
حاولت الاتصال برامي فهو الوحيد الذي يمكن أن يخفف عني حزني وألمي لكنه لم يجب و لم اعرف إلى أين اذهب تركت له رسالة اخبره بها بأنني متضايق جدا وأود رؤيته
وذهبت إلى ذلك المكان حيث أحببت الحياة لأول مرة حيث شعرت بالأمان لأول مرة
وكم كنت بحاجة لاضم حبيبي ليشعرني بأني لست وحيدا الآن اشعر بان لا احد لي إلا هو في هذه الدنيا وحاولت الاتصال به من جديد لكنه لا يجيب
لا اعرف السبب الذي منعه من الرد على اتصالي ولكنني شعرت بخوف كبير أحسست بأنني خسرت كل شيء ربما هو أيضا يواجه مشكلة مع أهله الآن قد يكون رضا اخبر أهله أيضا بما يحصل بيننا
قضيت وقتا طويلا وأنا اجلس وحدي انظر في الأفق البعيد والخوف يملأني والأفكار لا تهدأ تجوب سمائي لتصنع غمامة سوداء تشعرني بضعفي ووحدتي
لكنه ظهر أمامي كطوق نجاة أسرعت إليه لاضمه بقوة لأتحقق من وجوده بقربي
.... كيف عرفت أنني هنا ؟
.... أنا اعرف أن هذا أكثر مكان تحبه وبالتأكيد عندما تختفي سأجدك هنا
بدأت بالبكاء وقلت لو تعلم كم كنت محتاجا لك وحاولت الاتصال بك ولكن هاتفك كان مغلقا
.... حسنا اخبرني ما بك ولما تبكي
أخبرته بما حدث بيني وبين والدي، ضمني إليه بقوة وحنان كبير
.... لا تقلق أنا اعرف أن رضا وراء هذا وسأعاقبه على فعلته لأنه لا يجوز أن يفعل هذا لمجرد انه يشك بأمر ما ولا دليل لديه
.... أرجوك لا تتشاجر مع رضا ربما ذلك سيؤكد له شكوكه ثم انه لن يفيد بشيء فقد حدث ما حدث.
وبعد إلحاح مني على عدم مناقشة الموضوع مع رضا قال:
.... حسنا كما تريد ولكني سعيد لأنك لا زلت هنا معي
.... اجل حبي أنا لا أستطيع التخلي عنك أنت كل الأشياء الجميلة في حياتي
.... وأنا لن أتخلى عنك أبدا لا تقلق
كان هذا كل ما أردت سماعه وهذا الأمان بين ذراعيه كل ما احتاجه الآن
كان هذا الوعد خير دواء لجرح كبير كان في قلبي
أغمضت عيني الغارقتين بالدموع وأسندت رأسي إلى صدره والتصقت به كثيرا لأشعر بالدفء
والسكون هذا هو ما أريده من هذه الدنيا ولا شيء آخر
بعد يومين تلقيت اتصالا من أمي وعرفت من خلال حديثها أن أبي لم يخبرهم بشيء عن الأمر وأبقاه سرا
بدأت أمي تعاتبني على تقصيري وتخبرني بأن والدي غاضب جدا وانه لا يجوز التصرف بهذه الطريقة وكنت استمع لكلامها وأتساءل ماذا اخبرهم أبي وكيف فسر غضبه مني وعرفت انه اخبرهم أنني لم احصل على علامات جيدة وأنني مهمل لدراستي وكان هذا الخبر بمثابة طوق نجاة بالنسبة لي فلن اشعر بالإحراج من عائلتي
أقنعت والدتي بأنني سأجتهد بدروسي رغم أنني في الحقيقة متفوق ولكنني أردت أن أكمل السيناريو الذي بدأه والدي وأنني سأتكفل بمصاريف دراستي إذا تطلب الأمر ولكنها قالت لا عليك اجتهد ونحن نتكفل بكل شيء
ولكنني فكرت بأني من الأفضل أن اعمل حتى أستطيع ذات يوم الاستقلال عن أسرتي لأنه لا بد أن يأتي اليوم الذي أعيش فيه حياتي الخاصة كما أحب
قررت العودة إلى عملي الذي بدأته في الإجازة بعد أن كنت قررت الانقطاع عنه لمواصلة دراستي فانا الآن بحاجة ماسة للمال
وبدأت العمل مساء وهذا الوضع حرمني من قضاء أوقات جميلة مع رامي فانا اقضي معظم نهاري في الجامعة ومعظم ليلي في العمل
ولكنني كنت أفكر به في كل لحظة واشتاق له كثيرا وهو أيضا كان يفكر بي ويشتاق لي فلا تمر ربع ساعة إلا واتصل بي أو أرسل رسالة يذكرني بأنه يحبني ويشتاق لي
كان يوم الإجازة هو أروع أيام الأسبوع كنت أتلهف لأقضيه مع حبي الوحيد كنا نذهب إلى مكاننا المعتاد مكاننا الخاص
كعادتي كنت اسند رأسي إلى كتفه عندما سألته.... هل اشتقت لي كثيرا ؟
.... نعم حبي وهل تعتقد غير ذلك أنا لا أقوى على بعادك لحظة واحدة أفكر بك باستمرار واكره هذا العمل الذي سرقك مني
.... أنت تعرف حبي أنني بحاجة له
.... لما لا نبحث عن منزل صغير نعيش فيه سويا وأنا أتكفل بمصاريف البيت
.... فكرة المنزل رائعة ولكنني لا أريد أن أكون عبئا عليك وأنا لا أريد أن أكلفك هذا
.... حبي لا تفكر هكذا ألا تعلم أنني مستعد لفعل أي شيء من أجلك
نظرت إلى عينيه ولم استطع منع نفسي من البكاء ضممته إلي بقوة وبكيت وأنا لا أقوى على الكلام
.... ما بك حبي لم تبك أنا اكره هذه الدموع كم مرة أخبرتك انه لا داعي للبكاء أنت دائما تشغل فكرك بأمور لن تحصل أبدا . لا أريدك أن تبكي أبدا
.... أنا لا أستطيع العيش بدونك أنت كل ما لدي في هذه الدنيا أنت تعلم أنا الآن وحيد ولكنك تملأ دنياي وأنا معك اشعر بالأمان والقوة إياك أن تتخلى عني
.... لا أحب أن اسمع هذا لما سأتخلى عنك أنا احبك كثيرا وأريد أن أبقى معك إلى الأبد
لقد اقترحت عليك من قبل أن نعيش سويا لما لا نفعلها الآن أرجوك أن توافق وأنا أستطيع أن أتكفل بكل شيء ولا حاجة للعمل ويمكنك الاهتمام بدراستك
.... حسنا حبي أنا موافق على العيش سويا ولكنني أريد أن اعمل لأنني لا أريدك أن تحمل العبء وحدك
.... حسنا لا عليك المهم انك وافقت على العيش معي والباقي نناقشة لاحقا
اليوم سنذهب لرؤية الشقة التي سنعيش فيها كنت اركب بجواره في السيارة والسعادة تغمرني كليا انظر إليه بكل حب انه أروع إنسان في هذا الوجود طيب وحنون وكريم ووسيم والاهم أنني اعشقه بجنون
إنها شقة صغيرة غرفة وصالة ولكنها جميلة جدا أحسست بأنها قصر كبير لم احلم يوما أن أعيش بمثله هكذا كانت كجنة خضراء في جزيرة بعيدة مليئة بالألوان الزاهية
ناقشنا موضوع العمل منذ اليوم الأول الذي انتقلنا فيه إلى منزلنا الخاص كان مصرا لدرجة أنني لم استطع ثنيه عن ذلك وقررت التفرغ لدراستي ولحبيبي واعتمدت عليه كليا
كانت السعادة تملأ أيامنا واشعر بأنني احلق فوق الغيوم
لكن وسادتي كانت تأبى إلا أن تنغص علي فرحتي
وتسألني وكأنها تشعل في الحنين
.... الا تشتاق لأهلك ؟
.... نعم اشتاق لهم ولكنها ليست مرتي الأولى التي أغيب فيها عنهم كل هذه المدة
.... ولكنها هذه المرة مختلفة أنت تعلم بأنك لن تعود إليهم فأنت قد قررت العيش هنا
.... نعم ولكن لا اريد التفكير بهذا الان
.... انك مشغول الآن بحياتك الجديدة واظنك لا تريد ان تخسرها
.... حسنا ولما أنت منزعجة أليست الحياة التي كنت أتمناها ؟
.... ولكنها ربما لن تدوم طويلا وسيكون حتما عليك العودة إلى اهلك
.... وسادتي لما لم يدم صمتك لقد عدتي من جديد لتنزعي فرحتي
.... أنا أحذرك فقط وأريدك أن تتصرف قبل فوات الأوان
سأقول لك شيئا واحدا لا أظنك تعرفين الحقيقة هو يحبني لدرجة انه لن يتخلى عني لقد رأيت كيف قرر تحمل كل النفقات لأجلي ورجاني من اجل الانتقال للعيش معه
فلا شيء يخيفني الآن ولا يمكنك تشكيكي بحبه
كعادتها تصمت ولكنني كنت على يقين أنها ستعود لوشوشاتها من جديد
مرت الأيام والسنين ونحن نعيش سويا أجمل الأوقات كنت أعود لزيارة أهلي في الإجازة ثم أعود بعد أيام بحجة أنني اعمل
كانت سنتي الأخيرة في الجامعة وكنت قد خسرت معظم أصدقائي بعد أن أقنعهم رضا بالتخلي عني وقد بدأت تتكشف حقيقة ما فعله رضا بدأت اسمع بعض التعليقات والتلميحات باني شاذ منحرف والبعض يغمز ويلمز بالكلام واقتصرت صداقاتي على عزة
عزة فتاة من مدينتي تربطني بها صلة قرابة وزميلتي بالجامعة اصغر مني سنا أصبحت صديقة مقربة بسبب الظروف التي كنت أمر بها بل اقتصرت صداقاتي على عزة
كنت دائما اخبر رامي عنها وكيف إنها الوحيدة التي لا زالت صديقتي وأنها فتاة طيبة جدا
وكنت أشكو له تصرفات الطلاب ومن كانوا أصدقائي بالماضي وكيف تجرحني تعليقاتهم الساخرة وكل هذا بسبب شقيقه رضا
كان رامي منزعج جدا مما أمر به وكنت أرى ملامح الغضب في وجهه وكان دائما يقول لي
.... لا تقلق لن يطول هذا الأمر ثم ألا يكفيك أنني معك ؟
.... بالتأكيد أنا لا أريد غيرك ولست منزعجا لأنهم تركوني ولكنني منزعج من تعليقاتهم وكلماتهم الجارحة وهم يعرفونني جيدا ويعرفون طيبتي وكم كنت صديقا طيبا ووفيا لهم
كنت أقف مع عزة في ساحة الجامعة عندما رأيت الطلاب متجمهرين والخبر انتشر كالنار في الهشيم هناك شجار دب بين الشبان
تركت عزة وذهبت لأرى ما الذي يحدث
وكدت اجن عندما رأيته بكل قوته وغضبه يضرب اثنين ممن كانوا يزعجونني
فركضت إليه لأوقفه
.... أرجوك رامي توقف ستوقع نفسك بمشكلة كبيرة
لكنه لم يبالي بكلامي وظل يضربهم ويتوعدهم إن استمروا بمضايقتي
صرخت بوجهه... توقف لا أريدك أن تفعل هذا أنا أستطيع حل مشاكلي بنفسي اذهب من هنا الآن
وبدأت ادفعه بقوة للمغادرة
نظر إلي والغضب يملأ عيونه ثم غادر دون أن ينطق بكلمة
لا ادري ماذا افعل وأين يمكنني تخبئة وجهي من كل العيون التي كانت تحدق بي
غادرت بسرعة ولكن عزة كانت تلحق بي وتصرخ
... انتظر هااى انتظر، من هذا الشاب الذي كان يضربهم ؟
... انه صديقي
.... ولما كان يضربهم ؟
.... إنها قصة لا يمكنني سردها
.... حسنا ولكنني سمعتك تقول بأنها مشكلتك وأنت من يجب أن يحلها
.... حسنا إنها مشكلتي وكان من المفروض ألا يتدخل
.... لما أنت منزعج إلى هذا الحد المفروض أن تكون سعيدا هذا يعني إن صديقك يحبك كثيرا
ثم انه قوي جدا لم اصدق كيف ضربهما معا ولم يستطيعا التغلب عليه
... حسنا لا تبدأي الآن مزاحك السخيف
....لا أبدا أنا أقول الحقيقة لقد كان قويا جدا الم تر كيف انه لم يستطع احد التدخل لفض الشجار اظنهم كانوا خائفين منه ، هااى لما تسير بهذه السرعة لم اعد قادرة على التنفس
....أرجوك عزة يجب أن اذهب الآن هناك شيء يجب أن أقوم به
.... نعم أظنك ستذهب لتعتذر من صديقك وهذا هو الصواب لقد فعل شيئا جميلا لأجلك وأنت قابلته بهذه الطريقة
.... حسنا أنت لا تفهمين الأمر جيدا
دخلت إلى المنزل لأجده جالسا على المقعد واضعا رأسه بين كفيه ومطرقا به نحو الأرض
رفع رأسه لأرى ذلك الرجل القوي بعيونه الغارقة بالدموع
وكانت كأنها خناجر غرست في قلبي لم أتعود رؤيته هكذا
.... رامي ما بك هل أنت غاضب مني؟
.... لا لست غاضبا ولا داعي لهذا القلق
.... لكنك كنت تبكي أليس كذلك؟
.... لا ، من قال أنني كنت ابكي ؟
.... إنها عيونك لا يمكنك الكذب علي
.... لا لم ابكي
نهض بسرعة ودخل الحمام وأغلق الباب خلفه
.... أرجوك رامي افتح الباب
.... أريد أن استحم
.... لكنك لم تتعود إغلاق الباب عند الاستحمام لا بد انك غاضب مني أرجوك دعنا نتحدث
... فتح الباب ...حسنا ها أنا بخير ولا شيء يزعجني ولكنني غاضب من نفسي لأنني تصرفت بطريقة أزعجتك
.... أرجوك رامي أريدك أن تفهمني أنا أحببت كونك فعلت هذا من اجلي ولكنها طريقة مهينة لي هكذا تصورني ضعيف أمامهم استنجد بغيري ليدافع عني ثم هذا سيفتح المجال لأسئلة كثيرة لما أنت بالذات تدافع عني وشقيقك هو من فضح أمري
.... حسنا معك حق ولكنني لم استطع الوقوف صامتا وأنا أراهم يؤذونك يتحرشون بك
كان يجب أن ألقنهم درسا لأنني رأيت كم أنت حزين بسبب ما يفعلونه وأنا لا احتمل رؤيتك حزين ولا اغفر أبدا لمن يؤذيك
.... دعني أضمك إلي وعدني ألا تبكي أبدا حتى وان كان لأجلي أنا لا أستطيع تحمل رؤيتك وأنت تبكي أنت أطيب إنسان على هذه الأرض وأنا احبك بجنون
منذ ذلك اليوم بدأ حبيبي يزورني في الجامعة كثيرا حتى لا يشعرني بأنني وحيد
كان دائما يفاجئني بزيارته وأحيانا بأفكاره الرومانسية وهداياه الغير عادية
كنت اشعر بسعادة كبيرة لا يمكن وصفها إلا أن نظرات رضا عندما كان يلتقي بنا سويا في الجامعة كانت مليئة بالكره والحقد وتخيفني كثيرا
أما عزة فكانت تحدق برامي كالمجنونة عندما تراه معي كانت أحيانا تتحدث عنه بطريقة تثير غيرتي وأحيانا تشعرني بالغرور والفخر
عندما كانت تقول بأنه شاب فاتن وأنها لا تستطيع مقاومة جاذبيته الكبيرة كنت اشعر بالغيرة وأتوق لضربها على رأسها وأحيانا أزهو بنفسي حتى أكاد أقول لها انه حبيبي
نعم هذا الشاب الجذاب الذي يفتنك هو ملكي أنا وحدي
كانت تلح علي كثيرا لما لا تعرفني عليه دعني اجلس معكم عندما يأتي لزيارتك في المرة القادمة
.... رامي أعرفك بقريبتي وصديقتي عزة
....أهلا سعدت برؤيتك لقد سمعت عنك الكثير
.... حقا وماذا سمعت
.... سمعت انك فتاة طيبة ومرحة
.... وأنا عرفت عنك الكثير
.... وماذا عرفت هل هناك احد يتحدث عني هنا في الجامعة ويفشي أسراري ؟
.... لا أنت من اخبرني عنك
.... حقا كيف ولم نتحدث قبل اليوم
حسنا اعرف انك طيب ومخلص لأصدقائك واعرف انك قوي جدا
.... أنت تلمحين إلى تلك المشاجرة التي وقعت هنا
....نعم واعرف أيضا انك جميل جدا
....شكرا وأنت أيضا جميلة
لم اشعر بالغيرة أبدا وكنت واثقا جدا من أن حبيبي لا يرى غيري ولا يتسع قلبه إلا لي لهذا تركتها تحدثه كما يحلو لها واعتبرت ما يقوله رامي من باب المجاملة
كانت عزة تلتصق بي كلما جاء رامي لزيارتي حتى بدأت أتضايق من وجودها معنا
لكن رامي كان يقول لا بأس فنحن لدينا أوقات كثيرة سويا دعها تجلس معنا قليلا
بالتأكيد كان لدينا أوقاتنا الجميلة التي ملأت أيامنا بالحب والفرح وهذا اليوم تحديدا من أجمل الأيام
ذكرى اعترافنا لبعضنا بالحب تاريخ لا أنساه أبدا ال4 من نيسان . كنت انتظره في البيت أتحرق شوقا لمعرفة إن كان يذكر هذا التاريخ وأريد أن اعرف كيف سيحتفل معي بهذه الذكرى
انتظرته كثيرا فهو لم يعد من عمله بالوقت المعتاد لقد تأخر وبدأت انزعج من هذا التأخير واقلق
كان ذلك صوت مفتاحه وبدأ قلبي ينبض بشدة
فتح الباب ووجدني أقف بصمت متسمرا أمامه
.... ما بك تقف هكذا ؟
.... لا شيء
.... ولما تبتسم هكذا هل هناك أمر ما ؟
.... لا أبدا كنت انتظرك فقط
.... حسنا لقد أنهكني العمل اليوم واشعر بالتعب ونسيت أن اشتري بعض الأغراض هل يمكنك الذهاب لجلبها ؟
.... حسنا لا بأس سأذهب
خرجت وقد أعطاني قائمة بأغراض احتاج لوقت طويل لجلبها ليس لكثرتها وإنما لبعد أماكن بيعها وكنت أقول في نفسي لقد نسي أهم ذكرى ربما لأنه مرهق من العمل لكن هل من المعقول انه لا يهتم لهذه الذكرى المهمة ؟ حسنا ربما أنا شخص رومانسي أكثر من اللزوم
اشتريت أغراضي وعدت إلى المنزل وعلامات الحزن على وجهي
دخلت لأجد شيئا رائعا أمامي
كان قلبا كبيرا احمر اللون مكتوب عليه احبك إلى الأبد وكل عام وأنت حبيبي
كاد قلبي يقفز من صدري لشدة الفرح انه لم ينسى هذه الذكرى إذا ولكنه كان يخطط لمفاجأتي
خرج من الغرفة واضعا يداه في جيبه واتكأ على حافة الباب مبتسما
... إذا لما كنت واقفا بانتظاري عندما عدت ؟
.... ما ألأمك؟ لأنني كنت أريد أن اعرف إن كنت تذكر هذا اليوم أو انك نسيته
.... وكيف أنساه انه أجمل يوم في حياتي
.... لكنك لم تكن محتاجا لإرسالي كل هذه المسافة في مثل هذا اليوم
....حسنا ستعرف الآن لما أرسلتك

أدخلني الغرفة لأجده ملأها بالورود والشموع وجهز هدية رائعة كانت علبة موسيقى بشكل قلب حفر عليها أول حرف من اسمينا واهم تاريخ في حياتي 4 نيسان ♥

كانت هذه الأمور بقدر ما تفرحني إلا أنها تثير فيَّ الرغبة بالبكاء فانا لم اعتد على حب بهذا القدر وكنت دائما أخاف أن اخسره
قبلته بحرارة وضممته إلي بحب كبير
.... أنت أجمل وأروع ما حدث لي في هذه الحياة
كانت ليلة رائعة قضيناها في السرير التحمت بها أجسادنا كما التحمت قلوبنا أول مرة في مثل هذا اليوم
.... لما لا ترتدي ملابسك أريد أن اذهب إلى مكاننا الخاص أريد أن أعيش اللحظات ذاتها مرة أخرى
.... حسنا لكن إياك أن تثيرني مرة أخرى فانا لا أقوى على مقاومتك وأنت أتعبتني بما فيه الكفاية
.... حسنا أنا أريد فقط أن اجلس معك وتخبرني كم تحبني
مرت الأيام والأشهر وحالنا كما هي وأوقاتنا تملأها السعادة والحب وبدأت اشعر بالاستقرار والهدوء وبدأت المتاعب تتلاشى من حياتي ووسادتي فقدت قدرتها على الكلام
ولكنني لم أظن يوما أن هذا الهدوء والسكون يخفي وراءه الألم الذي سيحطم قلبي إلى الأبد
.... رامي ما بك متغير أنت لم تعد تقضي معي وقتا طويلا كما في السابق
.... أنا لا أرى أي تغيير حاصل لا زلت كما أنا
.... حقا ألا تلاحظ انك تغيب عني كثيرا ولا اعرف أين تكون
حتى انك لم تعد تحضنني كالسابق وتقبلني إلا إذا قمت أنا بذلك وبدأت تغفلني في السرير ولا تقترب مني
.... أنت تتخيل ذلك
.... حسنا لما لا تثبت لي ذلك الآن الم تشتاق لي ؟
وبدأت أتحسس صدره وهو نائم بجانبي
شدني إليه بذراعه دون أن ينظر إلي وقال
.... بالتأكيد اشتقت لك
كانت لحظات تقت إليها كثيرا لقد مر أكثر من ثلاثة أيام ولم يقترب مني وكنت أتمنى أن تكون هذه اللحظات مليئة بالحب والشوق لتعوض عن هذا البعد
لكنها كانت اقصر من أي وقت مضى اقل إثارة أحسست أن حبه وشوقه انتهى في اللحظة التي وصل فيها إلى الذروة
أدار لي ظهره بعد أن انتهى وكنت انظر إليه مستغربا هذا التصرف الذي لم اعتاده
وأحسست بضيق في صدري لم اشعر به من قبل
وكانت وسادتي بانتظار هذه اللحظة لتبدأ غرس الشكوك في رأسي
.... ألا ترى بان حبه بدأ يفتر
.... ربما هو تعب لا أكثر
.... لا انه لم يعد كالسابق أنت قلت منذ قليل بأنه لم يعد يضمك أو يقبلك كالسابق
.... ربما يمر بمشكلة ما
.... لما لم يعد يحضنك عندما يخلد للنوم كما اعتاد أن يفعل
لم استطع الإجابة كانت وشوشات وسادتي هذه المرة بوقع قوي جعلتني ابكي بصمت لأنني كنت خائفا جدا
وبدأت ألاحظ هذا التغيير الذي بدا واضحا أكثر مع مرور الأيام
انه يغيب كثيرا عني ولا يخبرني أين يكون كان فاترا جدا في معاملتي لا يضمني أو يقبلني إلا إذا بدأت أنا ذلك حتى حديثه معي بدأ يقل
وكلما عاتبته وسألته عن الأسباب كان ينفي أن هناك تغير حاصل وتظهر على وجهه علامات الغضب وأحيانا يغادر المنزل ويعود في وقت متأخر
كان أحيانا يغيب لوقت طويل وعندما أحاول الاتصال به يكون قد أغلق هاتفه
بدأت اقلق كثيرا والأفكار تأكل راسي ووسادتي لم ترحمني أبدا
.... لقد بدأت فرحتك بالزوال الم اقل لك أنها لن تطول
.... هذا أمر طبيعي كل علاقة تمر بمراحل من الفتور
.... لكنه لم يعد كالسابق ألا تظن انه مل منك أو ربما أنهكه العبء الذي يتحمله
.... نعم ربما هذا صحيح سأحدثه اليوم وسأقنعه بأنني يجب أن اعمل
.... رامي أين كنت لقد قلقت عليك كثيرا
.... كنت مع أصدقائي
.... أي أصدقاء ولما لم تأخذني معك ؟
.... أنت تعرفهم عادل واحمد ولو كان هناك مجال لاصطحابك كنت سأفعل
.... رامي هل هناك مشاكل ؟
.... لا أبدا
.... ولكنني أحس بأنك مهموم وتبدو حزينا وأنا لا أحب أن أراك هكذا لم أتعود على رؤيتك هكذا
.... لا لا تبدأ بتخيلاتك أنا فقط اشعر بالتعب
.... ولكنك تقضي معظم وقتك في الخارج لما لا تبقى في المنزل وتستريح ؟
.... لا تقلق أنا سأكون بخير
.... حسنا حبي أريد أن أخبرك بشيء ولكن عدني انك لن تعترض
.... حسنا ما هو
.... أريد أن اعمل لأساعدك في المصاريف أنا لا زلت اشعر بأنني عبء ثقيل عليك
.... حسنا إن كنت تريد ذلك فلا بأس ربما هذا أفضل للمستقبل
لم افهم ماذا قصد بأفضل للمستقبل ولكنني ظننت انه يمر حقا بمشاكل مادية ولهذا وافق على عملي بهذه السرعة

بعد يومين من حديثنا كنت معه نقضي وقتا بالخارج عندما التقينا عادل
سلم بحرارة وعاتب رامي على غيابه أنهما لم يلتقيا منذ أسبوعين
كنت مصدوما مما سمعت هذا يعني انه كذب علي لقد اخبرني انه كان بصحبته قبل يومين
وعندما سألته عن سبب كذبه ارتبك ولم يعد قادرا على الكلام ثم استجمع أفكاره
.... حسنا كنت مع أصدقاء لا أريدك أن تعرفهم
....ولما لا تريدني أن اعرفهم
.... لأنهم ليسوا جيدين أصدقاء قدامى ولم اعد التقي بهم كثيرا
لم أناقش الأمر أكثر وأقنعت نفسي بما قال
بدأت بالعمل وعدت كالسابق لا أراه كثيرا ولكنني كنت قد اعتدت على غيابه لأنه كان يغيب حتى قبل أن اعمل

مرت شهور أخرى ولا شيء تغير للأحسن لا زال كما هو
كنت نائما إلى جواره تلك الليلة ولكنني استيقظت بوقت متأخر لأجد نفسي في السرير وحدي
شعرت بالقلق خصوصا أن المنزل هادئ جدا ولا اسمع صوتا له
خرجت من غرفة النوم لأجده يقف على النافذة في الصالة يتحدث بالهاتف
كان حديثا غريبا
كان يتحدث بصوت خافت بطريقة تشبه كثيرا الطريقة التي كان يحدثني بها على الهاتف قبل أن ننتقل للعيش سويا
لم استطع الاقتراب منه وبقيت واقفا على باب الغرفة انظر إليه من بعيد والخوف يتملكني أحسست بأرجلي لا تقوى على حملي عدت إلى السرير والأفكار كموج البحر
ولم يغمض لي جفن حتى سمعته بعد وقت طويل قادما إلى غرفة النوم فاصطنعت النوم
واستلقى بجانبي وغط في نوم عميق ولكنني لم انم حتى بزوغ الفجر
كانت وسادتي تسألني
.... لما أنت خائف الم تكن واثقا جدا من حبه ؟
.... نعم ربما أنا مخطئ ربما كان حديثا عاديا
.... عاديا!! في منتصف الليل وبهذه الطريقة الغريبة ؟
..... اجل ربما هناك مشكلة طارئة كان يحاول حلها
.... أنت مغفل افتح عينيك ولا تكن مخدوع إلى هذه الدرجة

في الليلة التالية لم استطع النوم لأنني كنت أفكر ربما أنا مغفل ربما سيعيد الكرة هذه الليلة قررت أن أتظاهر بالنوم وبعد مرور وقت تحرك وغادر السرير بهدوء
ما أن خرج من الغرفة حتى نهضت والدهشة تملأني والخوف من الحقيقة يكاد يقتلني اقتربت من باب الغرفة كان جالسا على الأريكة يتحدث بصوت خافت ولكنني أنصتت جيدا
ولم استطع تحمل ما سمعت بدأت عيناي تذرفان الدموع وشعرت بنار تشتعل في جوفي
كان يتحدث مع فتاة بحب كبير يخبرها كم اشتاق لها وعد الدقائق قبل أن يتصل بها
لم استطع تحمل ما سمعت فخرجت من الغرفة لاقف أمامه مباشرة وحدق بي باندهاش
اقفل الخط وقال لما أنت مستيقظ ؟
.... أنا لم انم أصلا
.... لما لم تنم ؟
.... لأنني كنت انتظرك لتنهض من جانبي وتحدث تلك الفتاة على الهاتف
ولم استطع أن أكمل حديثي لقد خانني جسدي ولم اعد أقوى على الوقوف نزلت على الأرض والدموع تملأ عيني ووجنتي بدأت ابكي كالمجنون واسأل بصوت مكسور
...... من هي تلك الفتاة؟ لما فعلت هذا؟
كانت نظراته خالية من الحب كانت مليئة بالشفقة لا أكثر طلب مني النهوض
لكنني لم استطع فرفعني وما إن وقفت حتى ضممته بقوة أرجوك حبيبي لا تفعل بي هذا
كان يحاول نزع يدي عنه وكأنه لا يطيق ضمي له وقال
... حسنا اهدأ
.... أرجوك قل لي انك تتسلى لا أكثر قل لي بان ما سمعته مجرد لعبة
تركني وبدأ بارتداء ملابسه وعرفت انه ينوي الخروج تشبثت به
.... أرجوك لا تذهب ابق معي، إلى أين ستذهب؟
وقفت أمام الباب محاولا منعه أرجوك لا تخرج بهذا الوقت ابق هنا لن أسألك شيء لن ابكي انظر إنني امسح دموعي، لا تذهب لا أريد أن أبقى وحدي
لكنه خرج رغما عني وتركني وحيدا لا شيء معي إلا دموعي وأفكاري
حاولت الاتصال به لكنه لم يرد
لا ادري أين ذهب حبيبي كنت خائفا جدا ألا يعود إلي، ارتديت ملابسي وخرجت ابحث عنه في الشوارع وكل الأمكنة لا أريده أن ينام خارجا هذه الليلة أو ربما خفت أن يذهب إليها وألا يعود إلي
لكنني عدت إلى المنزل وحدي ولم انم حتى الصباح

لم اذهب إلى جامعتي فلا رغبة لدي بأي شيء اليوم حتى الطعام
كنت اجلس قرب النافذة انتظر عودته لا بد أن يعود يبدو أنني أزعجته بالأمس لأنني استرقت السمع أو ربما لأنني أكثرت البكاء والأسئلة لا بد انه سيسامحني ربما تسرعت قليلا أو ربما فهمت الأمر بطريقة خاطئة .
مر اليوم بطوله دون أن يأتي كان يوما طويلا جدا وكم شعرت بالاختناق ولم استطع مغادرة المنزل علّه يأتي في أي لحظة وبكيت إلى أن حل المساء
سمعت صوت المفتاح في الباب نهضت عن كرسيي مسرعا
..... رامي أين كنت ؟ حسنا لا أريد أن أسألك أنسى الأمر، هل أنت غاضب مني ؟ آسف حبيبي عدت للسؤال مرة أخرى ، لما لا تسترح قليلا لا بد انك لم تنم جيدا اذهب واسترح وأنا لن اذهب إلى أي مكان سأكون هنا معك اطلب ما تشاء وسأفعله من أجلك

.... حسنا اهدأ أريد أن أتحدث معك
.... حسنا أنا هادئ وان أردت تأجيل حديثنا لا بأس لكن لا تغضب مني
....لا سنتحدث الآن ولكن دعنا نذهب إلى مكان آخر
.... نذهب إلى مكاننا الخاص ما رأيك؟
.... لا لا أريد الذهاب إلى هناك
.... حسنا كما تريد
كنت جالسا بجانبه في السيارة والخوف مما سيقوله يكاد يقتلني كنت امسك بذراعه طول الطريق وكأني أحس بأنها المرة الأخيرة التي سأمسك بها
أوقف سيارته في ذلك المكان البعيد وكأنه أراد أن يعزلني عن أي شيء وأي مكان لنا فيه ذكرى
شعرت بالخوف في هذا المكان لكنني ادعيت غير ذلك كنت أريد أن ألطف الأجواء المتوترة أو ربما أردت أن استعطفه
.... أتعلم انه مكان جميل لما لم تحضرني إلى هنا من قبل
لم يجبني ولم ينظر في عيوني ضممته من الخلف
نزع يدي عنه وجلس على الحافة الإسمنتية لحوض الزهور وجلست بجانبه يفصلنا سنتيمترات قليلة لكنني أحسست أنها أميال حتى أنني لم أجرؤ على لمسه أو الإمساك بيده كنت خائفا جدا لأنني بدأت اشعر أن لمسي له يضايقه
نهضت ووقفت أمامه أتعلم؟ لقد اشتقت للخروج معك أنا سعيد لأننا هنا معا
ولهذا عندما نعود إلى البيت سنصنع وجبة لذيذة ونأكل سويا ما رأيك؟
نظر إلي بعيون مشفقة ونظرات لم أحبها لم اعتد عليها
.... أنا سأترك البيت
لم اعرف ماذا أقول بدأت بالبكاء
صرخت في أعماقي بصوت مكسور هل ستتركني وحدي هل ستتخلى عني
كان لساني لا يقوى على النطق ولكن قلبي كان يقول لا لا تقل هذا.
....اسمع ..أنت غاضب فقط وسيزول غضبك واعدك لن أغضبك أبدا
....لا لست غاضبا أنا أريد أن أتزوج
....لا مستحيل أن تكذب لكنك تحبني أنا أليس كذلك؟ الم تقل لي انك لا تحب الفتيات وانك ستظل .... تحبني إلى الأبد
..... لكنني الآن أحب فتاة وسأتزوجها
..... لكنك قلت انك عندما تكون معي لست بحاجة لشيء آخر
..... لكنني لا أستطيع التخلي عنها أنا أحبها كثيرا
..... لا اسكت لا تقل هذا لا أريد أن أسمعك تقول هذا أرجوك أنت تحبني أنا
..... لا أنا أحبها هي
..... اخبرني من هي هل اعرفها ؟
..... نعم تعرفها جيدا
..... من هي ؟
..... عزة
..... عزة!! هل تقصد عزة صديقتي
..... نعم هي
..... لا أنت تكذب كيف تكون عزة ؟ أنت لا ترى عزة ولا تعرفها جيدا
..... بل أراها أنا التقي بعزة يوميا
.... ألهذا لم تعد عزة تقضي وقتها معي لأنها كانت تذهب للقائك
..... نعم كنا نلتقي بعد أن تنهي محاضراتها
..... هذا يعني انك عندما كنت تزورني في الجامعة كنت تأتي لأجلها وليس لأجلي؟
لما أنت صامت اجبني هل كنت تكذب علي ؟ حسنا وما المهم لقد كذبت علي من قبل الم تقل انك تحبني كما أنا وانك لا ترغب بالفتيات؟ الم تقل انك لا تحتاج لشيء آخر غير الذي أمنحك إياه؟ الم تعدني بأنك ستكون معي إلى الأبد؟ لما كذبت علي لما سمحت لي أن أعيش الوهم معك؟
أرجوك رامي قل انك تمزح قل انك غاضب مني وتريد معاقبتي ولكن لا تقل انك خدعتني كل هذا الوقت لا تقل انك ستتركنني
ألا ترى باني تخليت عن كل شيء لأبقى معك أنا الآن لا احد لي غيرك في هذه الدنيا أرجوك قل أي شيء قل انك تحبني أنا وحدي ولن تتخلى عني
..... اسمع أنت لم تفقد شيء لا زالت الحياة أمامك يمكنك البدء من جديد
.... لا لقد بدأت حياتي معك ولا أظن أنني أستطيع بدء حياة أخرى أنت أصبحت كل شيء بالنسبة لي
...... اسمع لا تبكي هكذا ربما مر احد من هنا لا أريد أن يرانا احد بهذه الصورة
..... الآن دموعي لم تعد تهمك الم تكن تكره رؤيتها في عيني الم تكن تمسحها بيدك الآن ما يهمك هو الناس وما سيقولونه لما تغيرت فجأة ؟
امسك يدي لينزعها عنه لا أستطيع البقاء معك يجب أن اذهب تعال لأوصلك إلى المنزل
لا لا أريد اتركني هنا
لا يمكنني أن أتركك هنا تعال لأعيدك إلى البيت
ولما لا تستطيع تركي هنا فهذا المكان كأي مكان آخر لم تعد موجودا فيه
أنت قررت تركي إلى الأبد إذا لا يهم أين تتركني الآن
اذهب ودعني هنا فلم تعد الأماكن الأخرى تعنيني هذا المكان هو بداية لحياة بدونك

جلست وحيدا في ذلك المكان المخيف كانت نسمات الهواء باردة وجفاف عروقي من جفاف المكان ودموعي هي من تواسيني في تلك اللحظات القاسية
أحسست أن العالم مهجور تسكنه الأشباح التي سرقت ألوان الفرح من حياتي
نهضت لأسير بخطوات مثقلة حائرة لا تعرف إلى أين تذهب مشيت طويلا وأنا أفكر بما حدث وكيف حدث هل كان خطأي أنني عرفته عليها أم أنني كنت غبيا منذ البداية عندما توهمت ذلك الحب الكبير لما حدث هذا كله لما تغير فجأة لا يمكن أن يكون قد كذب منذ البداية لا مستحيل
عدت إلى المنزل بقلب محطم ورأسي يكاد ينفجر من التفكير ودموعي لم تجف طوال الليل
في تلك الليلة خلدت إلى فراشي وحدي كان السرير فارغا باردا والوحدة بدأت تدق أبواب قلبي
لم استطع مواصلة حياتي كالمعتاد لم اذهب إلى جامعتي ولا أظن أنني سأذهب إلى العمل لم تعد لدي رغبة بفعل أي شيء
كنت مستلقيا في سريري ووسادي مصدومة كما أنا لا تقوى على الكلام وكأن دموعي التي شربتها سدت حنجرتها إلى الأبد
دخل بهدوء وصمت لم يتحدث معي وبدأ بجمع أغراضه وأنا أراقبه بصمت والحزن يكاد يقتلني شعرت بقلبي يتوقف عن النبض انه عازم على الرحيل
..... رامي هل ستذهب الآن ؟
.... نعم
..... ولن أراك أبدا ؟
..... لا سنظل أصدقاء بالتأكيد وسنلتقي أعدك
..... ولكنني أريدك حبيبا وليس صديقا
..... أرجوك توقف ولا تتحدث هكذا
..... الهذه الدرجة تزعجك كلمة حبيبي ؟
..... أرجوك أنا لا أريدك أن تتعذب هذا كل شيء
..... ولكنني أتعذب حتى وان صمتت ألا تعلم كم احبك؟ الم أخبرك دائما بأنني لا أقوى على العيش بدونك وأنت وعدتني بالا تتخلى عني أرجوك رامي ابق لا تذهب لقد رجوتك كثيرا ألا تؤثر بك دموعي أريدك أن تفكر بالوحدة التي سأشعر بها بعد ذهابك أنت تعلم أنني تخليت عن الجميع لأجلك إذا ذهبت سأبقى هنا وحيدا بين هذه الجدران الأربعة
اقترب مني ومسح الدموع من عيني وقال بعد صمت اسمع لا تعذب نفسك أكثر لا بد أن ينتهي ما بيننا يمكنك أن تعيش حياتك بدوني صدقني
..... حسنا لدي رجاء أخير قبل أن تغادر
..... حسنا ما هو؟
..... ابق ولو لليلة واحدة لا تذهب الآن إنني أرجوك إن كنت لا زلت تهتم لدموعي ابق
..... حسنا سأظل هذه الليلة
كنت آمل أن تتحسن الأمور لو حدثته هذه الليلة ربما أقنعته بالعدول عن الفكرة
لكنه فاجأني عندما اخذ أغطيته لينام على الأريكة في الصالة
يا لهذه القسوة التي تملكته لم يكن قاسيا هكذا من قبل لطالما كان لدي الخوف من أن يتركني لكنني لم أتخيل انه سيكون بهذه الطريقة القاسية والسريعة
.... رامي لما ستنام هنا ؟ أرجوك تعال إلى جانبي واعدك لن اقترب منك
..... دعنا ننام هكذا لان هذا أفضل لكلينا
..... حسنا لكنني سأظل هنا إلى جوارك أنت تعلم أنني دائما الخاسر في الرهان أتذكر عندما راهنتني أينا سيأتي لسرير الآخر
..... اذهب ونم في سريرك
.....لا لن اذهب سأظل هنا جالسا على الأرض ولا تخف لن اقترب منك أكثر سأظل انظر إليك طوال الليل أنا أحب أن انظر إليك عادتي ولن أتخلى عنها أحب أن انظر في عينيك
..... حسنا ولكنني أريد النوم
ساد صمت قصير ولكن النار في جوفي لم تهدأ أحسست بأن أنفاسي لا تسعفني يا لهذا الشعور بالخيبة والألم والوحدة رغم انه بجواري
.... أريدك أن تخبرني كيف تقربت منها وكيف شعرت بالحب تجاهها
.... لا أريد الحديث عن هذا أرجوك لا تزيد الأمر صعوبة
..... هل أحببتها أكثر مني ؟ يا له من سؤال غبي بالتأكيد أحببتها أكثر مني
ولكن كيف شعرت تجاهها هل قبلتها يوما ؟
..... إذا واصلت طرح هذه الأسئلة سأغادر الآن
..... حسنا لن اسأل عن شيء
غطى وجهه وأسندت رأسي على حافة الأريكة وبدأت بالبكاء علَّ هذه الدموع تخمد نار الألم في جوفي وكان قلبي يسأله ما الذي أحببته فيها؟ لما عرفتك عليها؟ كان قلبي يئن كلما تخيلته يقبلها أو يعترف بحبه لها وكان يسأل بانكسار هل اصطحبتها إلى ذلك المكان أم انك اخترت لها مكانا أجمل
يا الهي كيف أمكنك النوم هكذا دون اكتراث بي
أردت أن المسه أن أتحسس وجهه لآخر مرة أن اقبله لكنني لم استطع كان بالرغم من قربه بعيدا عني أحسست انه لم يعد ملكي فانا خارج قلبه الآن وخارج فكره ولا يحق لي أن اقترب منه
لكنني لم استطع إلا أن امسك يده واقبلها بلطف واضع كفه على خدي لاحس بدفئها لآخر مرة
غفوت كما أنا جالسا على الأرض ووجنتي فوق كفه الدافئة حتى شعرت به يتحرك
كان الصباح قد حل ونهض ليبدل ملابسه ولم يحدثني أبدا حتى لم يقل صباح الخير
جلست على الأرض عند قدميه وتوسلته من جديد أن يبدل رأيه لكنه لم يعرني أي اهتمام حتى انفجرت كالبركان لأنني لم اعد أقوى على الاحتمال
سأخبر عزة بكل ما حدث بيننا سأخبرها بأنك في الوقت الذي كنت تلتقيها فيه كنت تقضي لياليك إلى جواري في السرير سأخبرها بأنك خنتها من قبل أن تتزوجها ومعي أنا تحديدا
حسنا افعل ما تشاء لا يهمني حتى وان أفسدت علاقتي بعزة فهذا لن يغير شيء سأتركك في كلا الحالتين
حسنا لا يهمني إن كنت سأخسرك سأفعل أي شيء

خرجت والغضب يملأني والحزن نال مني وكنت عازما على قول كل شيء لعزة
ولكنني ما إن سرت قليلا حتى بدلت رأيي فانا لا أقوى على أذيته لا أريده أن يخسر حبه كما خسرت أنا حبي لا أريده أن يتعذب أو يبكي أو يشعر بالوحدة لا أريد أن أراه حزينا أبدا
فليتركني ويسعد بحياته
عدت إلى المنزل لأجده جالسا والحزن يملأ قلبه
.....هل أخبرتها ؟
...... لا لم افعل ولن افعل اذهب من هنا واسعد بحياتك (أمسكت وجهه بكفيّ) لا أريدك أن تحزن أو تبكي ولا أريدك أن تخسر حبك اذهب من هنا واتركني بلا شيء
حمل حقيبته وهم بالخروج
.... لكنك نسيت هذا الدفتر
..... لا أنا تركته لك
..... ألا تريد أخذه انه دفترك لقد كتبت فيه أشياء جميلة لأجلي خذه لتتذكرني على الأقل
..... لا أحتفظ به إن أردت، أتلفه أو تخلص منه افعل به ما تشاء
وقف عند الباب ونظر إلي ثم قال.... لا تحزن لا أريدك أن تحزن ستكون سعيدا بدوني وسيكون لك حياة جميلة أنا واثق
.... حسنا اذهب الآن

غادر حبي وكنت اعلم جيدا انه لن يعود أبدا
غادر تاركا أرتالا من الحزن تكدست في قلبي الصغير

بعد مرور وقت قصير عدت إلى منزل والدي لأقضي الإجازة معهم كنت كما لو أنني شخت فجأة واختفت كل أشكال السعادة من وجهي ولم اعد آكل أو استمتع بوقتي لا أحدث أحدا والكل يتساءل عن سبب هذا التغير لقد نقص وزني كثيرا وأمي بدأت تقلق وتلح علي لأخبرها ماذا يحدث معي ولكنني آثرت الصمت فانا لا أستطيع البوح بما في داخلي

لقد مر أسبوع على وجودي في منزل والدي عندما أرسل لي والد عزة يطلبني لأمر ما
ذهبت رغما عني فانا لا أقوى على رؤية عزة ولكنني أقنعت نفسي بأنها لا ذنب لها بما يحدث
دخلت وقد تجمع إخوتها ووالديها وأحسست أن أمرا ما يحدث معهم
ثم تحدث والدها لقد تقدم لعزة شاب وأريد أن أسألك عنه فقد أخبرتني عزة انه صديقك
عرفت الآن لما أرسلوا لي ومن هو ذاك الشاب كدت انفجر بالبكاء أمامهم ولكنني تماسكت
....عن أي صديق تتحدث
....انه رامي قالت عزة انه صديق مقرب منك ما رأيك فيه ؟
.....نعم هو صديقي المقرب انه شاب جيد
.....أتظن انه مناسب لعزة ؟
....نعم بالتأكيد انه شاب جيد يعتمد على نفسه يعمل جيدا وهو طيب وخلوق والجميع يحبه وأظن انه يحب عزة كثيرا هذا ما فهمته من حديثي معه
.... لقد أرحتنا يا بني ولا ارغب بأن اسأل احد غيرك فأنت ثقة بالنسبة لي
غادرت منزلهم ولم أقوى على كبت ألمي وحزني فانفجرت بالبكاء طوال الطريق
حبست نفسي في غرفتي
وما إن اسندت رأسي إلى وسادتي حتى بدأت وشوشاتها المعتادة
.... لما لم تخبرهم بالحقيقة ؟
.... وما الفائدة ؟
.... ربما كان من الأفضل ألا تخدعهم ألا تظن انه من الممكن ألا تسعد معه تلك الفتاة المسكينة؟
.... لا أظن ذلك هو يحبها كثيرا الم تري كيف تركني لأجلها بعد كل هذا الحب والتضحيات
ربما لو أخبرتها الحقيقة ستكون صدمتها كبيرة فهي تحبه
..... ربما خانها في المستقبل كما خانك
..... لا أظن. انه يحبها أكثر من أي شيء هو قال ذلك واظنه صادق الم تري كيف تخلى عني ببساطة ولم يكترث لحالي
.... الم اطلب منك ألا تتسرع وألا تقع في حبه ؟
..... نعم ولكنني لم استطع وحدث ما حدث
.... لقد انتهى كل شيء إذا ؟
.... لا ادري ربما سأنساه مع الوقت وليسعد هو مع من يحب
كنت اجلس في زاويتي المفضلة في جامعتي والحزن يملأ قلبي
وقف رضا أمامي بكل عجرفة وغرور وألقى أمامي بطاقة دعوة
كان يبتسم بشماتة هذه دعوة لحضور زفاف رامي
بالكاد استطعت رسم ابتسامة على وجهي
.... حسنا نسيت أن العروس قريبتك وصديقتك المقربة ولست بحاجة لبطاقة دعوة
قال هذا وغادر
كم كان قاسيا ومتعجرفا. حملت البطاقة وغادرت المكان لأنني بدأت اشعر بالاختناق
نظرت مطولا إلى البطاقة والحزن يملأ قلبي قرأتها مليون مرة
تحسست حروف اسمه والدموع تملأ عيني

اليوم موعد زفافه
كان لا بد من حضوري العرس فعزة قريبتي ولا يمكنني الاعتذار
دخلت إلى الحفل وخطواتي مقيدة بأثقال واشعر بجسدي البارد كأنه بلا روح . كنت أسير باتجاه المنصة كمن يمشي إلى منصة الإعدام
انظر في وجوه الحاضرين تعلوها الابتسامات والفرح يقفز في كل اتجاه إلا باتجاه قلبي الذي خاصمه الفرح بعد الآن
كنت اجتهد لأرسم ابتسامة على وجهي أجامل بها الحاضرين
مددت يدي لأسلم ولكن صوتي اختنق ولم اقوَ على نطق كلمة مبروك أحسست أن صرخة دفنت في جوفي ولا يمكنني أن افتح شفتي فتخرج وفي عيني احبس دموعا أوشكت أن تنفجر
ضممته وهمست بأذنه انتبه لها إياك أن تؤذها فقلبها اضعف من قلبي
لم استطع البقاء وأنا أراهم يرقصون على جرحي
خرجت ولا ادري إلى أين اذهب سرت في الشوارع وشعرت بأنها خالية ولا مكان يمكنه أن يتسع للحزن في داخلي يقتلني الألم والندم
لكنني رغم كل شيء لا زلت أتوق لرؤيته فعدت أدراجي
أسندت كتفي إلى عمود الإنارة كنت انتظر خروج حبيبي من القاعة مع عروسه لأرى فرحته وسعادته
كان في غاية الوسامة والسعادة بادية على وجهه لم ادر كيف أجهشت بالبكاء بلا سيطرة
حتى لفتت انتباه ذلك العجوز (البائع المتجول)
تقدم مني ما بك يا بني؟ لما تبكي
....لا شيء
.....نظر إلى حيث انظر ثم هز رأسه هل أنت من أقارب العروسين؟
....لا
.....لقد عرفت ما بك انه الحب أليس كذلك ؟
لم اجبه
.....يا بني لا تحزن فان هذه مشيئة الله لا بد أن يعوضك الله بعروس تناسبك دعها تسعد مع زوجها
نظرت إليه وعيوني غارقة بالدمع وسرت مبتعدا أحدث نفسي
نعم انه الحب لكنك لم تفهم حبي أيها العجوز ربما لو عرفت الحقيقة لما واسيتني ربما احتقرتني كالآخرين
لكنك محق سأدع حبي يسعد بحياته مع الشخص الذي اختاره وسأضيع أنا في هذه الدنيا الغريبة

جلست في غرفتي اقلب صفحات ذاكرتي كنت مشتاقا له كثيرا وكنت أفكر كيف يسعد الآن مع زوجته وكيف حصل على حب لطالما اخبرني انه لا يحتاجه ولا يرغب به
ونسي أنني أعطيته كل ما لدي ولم يترك لي إلا حروف اسمه على جدران غرفتي وذكريات معلقة في الزوايا وأوراق خبأتها في صندوقي
لا أريدها خذها كلها لا تترك لي شيء يذكرني بك ألقيتها في أرجاء الغرفة بعثرتها هنا وهناك لا أريد أوراقك ولا هداياك لا أريد أن أتذكرك في كل زاوية لا أريد أن اقرأ حروف اسمك على الجدران أريد أن أنساك إلى الأبد
لا لا يمكنني التخلي عنك سأحتفظ بها هي كل ما بقي لي منك لا أريد أن اخسرها هي أيضا لم الملمتها من جديد وخبأتها في خزانتي

تغيرت حياتي منذ ذلك اليوم  
عد ادرس بالجامعة والعمل لم يكن جيدا لا أستطيع العيش في ذلك البيت كان لا بد أن اتركه واترك فيه كل الذكريات الجميلة ودعته كما لو أني أودع حبيبي للمرة الثانية في هذه الزاوية جلسنا وهنا توسدت ذراعه وفي هذا المكان ضحكنا وهنا جلسنا نشاهد التلفاز وهنا أيضا قبلني وضمني هناك وعلى هذا السرير تشاركنا الحديث والمزاح والأوقات الحميمة هنا كتبت حروف اسمه وهنا شهادة حب معلقة
أودعك أيتها الزوايا وأودع اللحظات الجميلة سأغادر لا ادري إلى أين ولكنني لملمت بعض الذكريات لاحتفظ بها
مر الوقت بطيئا قاسيا وبارد لم استطع زيارتهم طوال الفترة الماضية فأنا لا اقوَ على رؤيته سعيدا مع غيري
رغم أن عزة كانت تتصل وتعاتبني على عدم الزيارة إلا أنني كنت أتحجج بانشغالي بالعمل

كنت اسند رأسي إلى وسادتي وعاتبتها أنا أيضا لما لم تعد تحدثني
..... هذا لان حديثي معك بلا فائدة فأنت دائما تفعل ما تريد ولا تستمع لنصائحي
..... أريد أن تساعديني أرجوك
.... وماذا تريد
.... لا يمكنني الاستمرار بحبه لأجلنا جميعا أنا وهو وعزة يجب أن أتوقف عن حبه وان الغي كل الذكريات
..... حسنا هذا جيد ولكن كيف؟
..... ربما يجب أن ابحث عن حب جديد ينسيني إياه
..... وأي حب؟ أتريد أن تتألم من جديد
..... وما أدراك ربما يكون حبا حقيقيا هذه المرة
..... افعل كما فعل هو.. تزوج هذا أفضل
..... لكنك تعرفين إنني لا ارغب بالفتيات فكيف أتزوج .. ليتني أتغير ليتني كنت مثله بقلبين
..... إياك أن تبحث عن حب مستحيل آخر
..... سأحاول
لا ادري كيف فكرت بهذه الطريقة ولا ادري كيف يمكنني أن أجد الحب الجديد الذي ينسيني رامي .. ظننت أن الأمر سهلا
لكن حبي له لم يكن مخطط له بل جاء هكذا دون إنذار مسبق ولا أظن أن هذا سيحدث من جديد
لكن يأسي وحزني وألمي الكبير دفعني إلى هوة عميقة
لقد التقيت بشبان كثر لأصبح سلعة لديهم يشبعون بها غرائزهم ثم يمضون في حال سبيلهم
كان الندم يقتلني بعد مرافقتي لأحدهم .. لم أجد الحب بل أوقعت نفسي بالرذيلة لا أكثر
ناجيته مرات اسأله لما فعل بي هذا لما حوّلني إلى ما أنا عليه الآن
كانت وسادتي تشعل بي نار الألم والندم كلما أسندت رأسي عليها
..... ألا ترى إلى أين أوصلك هذا الحب البائس ؟ وكيف انغمست بالقذارة
..... نعم أنت محقة ولكنني يائس
..... لا تبرر ما فعلت فلا شيء يعطيك الحق لتفعل هذا
..... محقة أنت فما افعله الآن لن ينسيني إياه بل سيزيد ني شوقا له لأن ما كان يحدث بيني وبينه كان بدافع الحب فقط
..... انظر إلى أين أوصلك حبك المستحيل
.....لا تلفظي هذه الجملة لقد اخبرني حبيبي ذات مرة أن حبنا مستحيل لكنه سيجعله ممكن واظنه خدعني بذلك
.... لما لا تزال تسميه حبيبك ؟
لأنني لا زلت أحبه إلى الآن ولن أنساه أبدا
..... لكنه نسيك منذ فترة طويلة الم يقل أنكما ستبقيان أصدقاء وانه سيزورك لكنه حتى لم يتصل بك
.... نعم لكنني كنت اعرف انه سيغادر بلا رجعة
لما تبكي هل أنت مشتاق له ؟
...... نعم آه لو تعرفين كم أنا مشتاق له أريد أن اخبره بما حدث معي وكيف أعيش الآن من بعده
أريد أن اخبره بما فعله الفراق بي وكيف أعاني من الوحدة وكيف وقعت في هوة البؤس والرذيلة
..... إياك أن تفكر بالذهاب لرؤيته وإخباره
..... كأنك تقرأين أفكاري ولما لا اذهب؟
..... لأنه بالتأكيد لا يرغب بالحديث عن هذا الأمر فهو نسيه ولا يريد أن يتذكر
حسنا سأذهب لأراه ويحدثه قلبي ولو من بعيد

ذهبت وانتظرت أمام بيته أردت أن أراه ولو من بعيد مرت ساعات وساعات
وأخيرا رأيته يخرج من منزله كان كعادته وسيما جدا أردت الإسراع وضمه إلي لكنني لم استطع
ركب سيارته وغادر ورحلت أنا مع قلبي المكسور
اعتدت فعل ذلك كل يوم كنت انتظر دخوله وخروجه من المنزل لأتمكن من رؤيته ولم أجرأ على الدخول رغم أن هناك ما يسمح لي فقرابتي وصداقتي لهما تسمحان لي بالزيارة إلا أني فضلت أن أراه من بعيد

كنت أقف في مكاني المعتاد أراقب المنزل من بعيد عندما رن هاتفي النقال
إنها عزة
..... أين أنت ؟
..... ما بك لما تبكين ؟
..... انه رامي
..... ما به ؟
..... انه في المستشفى لقد تعرض لحادث بسيارته
لقد أحسست بقلبي يتوقف وأنفاسي لم تسعفني وشعرت بالضيق ولا ادري كيف بدأت اركض ولا اسمع ما تقوله عزة على الهاتف ركضت باتجاه المستشفى كالمجنون
أردت رؤية حبيبي والاطمئنان عليه
وجدت عزة في حالة بائسة والجميع موجودون ورضا هناك يرمقني بنظرته المعتادة لكنني لم اشغل فكري به فهناك أمرا أهم بكثير يشغلني الآن
كنت يائسا محطما أحسست أن حياتي على وشك الانتهاء خانتني ساقي فلم اعد قادرا على الوقوف جلست على الأرض وأجهشت بالبكاء حتى تجمعوا كلهم حولي يواسوني ويطلبون مني أن اهدأ
كانت عزة إلى جانبي تبكي وتواسيني في ذات الوقت
.... أنا اعلم كم تحبه لكنه سيكون بخير اطمئن
..... أنا خائف جدا أريد أن اطمئن عليه الآن
..... لم أتصور انك تحبه إلى هذه الدرجة
..... انه اعز إنسان على قلبي انه صديقي الوحيد
..... نعم أنا اعرف ذلك جيدا أرجوك اهدأ ودعنا ننتظر خروج الطبيب
يا الهي إنها تواسيني بدل أن أواسيها

مر خمسة أيام وأنا لم أغادر المستشفى كنت اجلس إلى جواره طول الوقت الكل يغادر ويعود يذهبون للراحة والأكل أما أنا فلا أتحرك من مكاني أبدا حتى أنني لم استحم طوال الخمسة أيام
كنت اجلس على الكرسي بجانب السرير ورأسي مسند إلى السرير وغفوت قليلا
شعرت بيد تداعب شعري . رفعت رأسي لأجده فتح عينيه وكفه تداعب شعري
نظر إلي ثم نطق بصعوبة ... ماذا تفعل هنا ؟
انتظر أن تصحو واطمئن عليك
..... منذ متى وأنت هنا ؟
..... منذ خمسة أيام لا تتحدث يجب أن اذهب لأخبر الطبيب انك استيقظت
..... لا احد هنا غيرك ؟
.... لا احد، سيأتون عما قريب
أمسكت كفه وقبلتها فسحبها من يدي ووضعها إلى جانبه على السرير
..... حسنا هذه قبلة للتهنئة بالسلامة لا أكثر
ابتسم كأنه يواسيني
خرجت لأبحث عن الطبيب فوجدت عادل واحمد عند الباب وأخبرتهم انه استفاق
عدت من عند الطبيب لأجدهم واقفين إلى جانب سريره ووقفت أنا في الجانب الآخر
نظر إليهم ثم قال أتعلمون شيئا
هذا أروع وأطيب إنسان عرفته حتى الآن
لم استطع منع دمعتي من أن تنزل على وجنتي وقلت في نفسي لا تقل هذا أرجوك وكم تمنيت لو انك قلت هذا أكثر شخص أحببته في حياتي
قال عادل : أتعلم انه لم يفارقك لحظة واحدة لقد رجوناه أكثر من مرة أن يذهب ويستريح أو يستحم إلا انه رفض
دخل الطبيب وأنهى حديثنا هنا

عدت في اليوم التالي كان نائما جلست أتأمل وجهه واشكر الله لأنه لم يحرمني منه
لا أريد أن افقده لا أريد أن يحدث له مكروه
اقتربت منه وأمسكت بيده يا الهي كم اشتقت للمسها قبلتها وتحسست وجهه برفق أردت أن أضمه بقوة انه حبيبي الذي لم أنساه لحظة لازال يحتل قلبي وفكري
فتح عينيه بهدوء ونظر إلي بصمت ولمعت عيناه بالدموع أحسست بأنه يريد أن يقول شيئا
وكأنه أراد أن أسامحه
هم بالكلام لكنني طلبت منه الصمت لا تتكلم لا تتعب نفسك
همس لي لما أتيت ؟
لم اجب كان قلبي يقول ألا تعلم لماذا أتيت؟ ألا تعلم بأنني احبك أكثر من نفسي
أجهشت بالبكاء لم استطع منع نفسي فقلت
....أنت أهم شخص بالنسبة لي أنا لا أستطيع أن أعيش بدونك إذا ما أصابك مكروه ربما سأتخلى عن الحياة
لا ادري كانت عيناه تقول ما تمنيت أن اسمعه.. أنا افهم عينيه جيدا لكنه كان صامتا بحزن
.... لا تقلق ولا تفكر بي كل ما أريده هو أن أراك أن أحدثك أو أشكو لك هما يؤرقني أنت تعلم أنني اعتدت أن أبثك همومي ولا احد غيرك يسمعني .. وان تسعد بحياتك هذا اكبر همي
..... أرجوك لا تقل هذا لا يمكنك أن تظل هكذا متعلقا بي عليك أن تبدأ حياة جديدة بدون رامي
في تلك اللحظة دخلت عزة قبلته ومازحته
رغم أنني كنت سعيدا بسعادتهم إلا أني شعرت بالغيرة فكم تمنيت أن أضمه أو اقبله

خرجت بسرعة والدموع تفيض من عيني نعم لا يحق لي التواجد هناك انه لها ملكها لا يمكنني أن اظهر في حياته من جديد لا أريد أن أعذبه أو أعذب نفسي لا أريد أن أتعامل مع عزة وكأن لا شيء حدث في الماضي بيني وبينه أحس بأن هذا خداع لا تستحقه
خرجت وسرت بالشوارع كانت خالية رغم كثرة الناس مررت بأماكن كثيرة زرناها وشوارع سرنا بها سويا ومقاعد تشاركنا ها وكل ذكرياتي انتشرت في السماء حتى اخفت النجوم
ذكرياتي مع حبيبي كثيرة أحسست أن قلبي لا يستطيع تحملها
ذهبت بسرعة لمنزلي أخرجت صندوقي وأحرقت كل الأوراق
لا هذه سأبقيها
والهدايا أتلفتها لكن هذه أيضا لا يمكنني إتلافها
كان ملاك الحب ذو القوس والسهم وورقة كتب عليها معا إلى الأبد
حملتها وخرجت لأجد نفسي هناك عند الجرف
تحسست العشب هنا استلقينا وهنا تحدثنا هنا مازحني وهنا وعدني بأن يكون لي
وهنا صرح لي بحبه وهنا سلمته نفسي هنا شكونا همنا ومسح دموعا من على وجنتي هنا رأينا العالم بألوان قوس قزح هنا أحببت هذه المدينة
وهنا أتمنى أن أموت
ووقفت انظر للمدينة وأحسست أنها المرة الأخيرة التي سأراها ربما سأغادر العالم بلا رجعة
صرخت بأعلى صوتي
احبك ولا أستطيع نسيانك احبك بكل جوارحي لما فعلت هذا بي
أردت أن يسمعني العالم كله قبل أن أغادر
قبل أن اترك عمري وارحل إلى المجهول
صنعت حفرة صغيرة ووضعت فيها الورقة وفوقها ملاك الحب وصورة له وأهلت التراب عليها
هنا سأدفن حبي في المكان الذي ولد فيه
سأرحل الآن حاذفا دموعي ، لاغيا قلبي، لابسا إنسانا لم يتعود الحب والشقاء إنسان لم يعرفك وأطلق له العنان ليفارقك ويفتتح الفراغ الممتد بقصيدة مكسورة
إنها المرة الأخيرة التي ترتسم فيها صورتك داخل مجال العين
وداعا ... من أين هذه النقاط الساخنة ؟ من عينين!
نسيت أن لي عيونا وأنا القي عليك نظرة الرحيل .. سأتركك وابقي ظلي ليحتفظ بدفء مكاني واختفي
أنا الآن ذاهب رافضا نفسي وأحلامي ذاهب لالتقاط القليل من الراحة ومن العمر
أضيء الشموع على خطواتي واذكر وجهي في صلواتك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق